قلنا سابقا إن الرسل كتب كل منهمإنجيله تحت ضغط الحاجة مع ملاحظة أن الأناجيل الثلاثة الأولي فيها الأعمال التي عملها المخلص بعد سجن يوحنا المعمدان بسنة(مت4:12,مر6:17,لو3:19-20) أما يوحنا الرسول فقد كتب عن الفترة التي تجنبها الإنجيليون السابقون أي قبل سجن يوحنا المعمدان(يو2:11, 23, 24).
ولكن...كيف حدث هذا؟
كان معاصرو يسوع يظنونه يوحنا المعمدان أو إيليا أو أحد الأنبياء(مر8:27),وعندما قطع هيرودس أنتيباس رأس يوحنا المعمدان,آمن الكل أن يوحنا كاننبيا (مت21:26),إنسانا بارا وقديسا(مر6:20),والبعض رأي في يسوعالنموذج الأول للنبي الحقيقي(تث34:10, 11) تطبيقا للنبوة(تث18:15).
أما التحول الحقيقي في هذا الأمر فقد تم في قيصرية فيلبس حين أجاب بطرس الناطق بلسان الجماعة(مر8:29)أنت المسيحMashiah (عبراني), أي المسيح Christos (يوناني) أي الممسوح= المنتظر الذي سيأتي من نسل داود حسب الوعد(2صم7:12).
فبعد السبي..وفي العصر الهيليني أخذ الرجاء المسياني معاني سياسية حيث توقع اليهود مجئ زعيم قوي وملك قوي يلعب دورالمسيح الرب ويخلص شعبه من النير الروماني ويعيد الملك إلي إسرائيل واستمرت الجموع تري هذه النظرة في يسوع علي هذا الفهم وهذا الرجاء حتي قرب النهاية.
عندما دخل المسيح أورشليم علي حيوان مسالم(حمار) موحيا أنه لايريد استخدام العنف أو السيف بل سيوجد علاقة سلم بين الله والإنسان...حدث توتر في العلاقات الميسانية عند الشعب...لماذا؟...
لأنهم كانوا يظنونه مثلياهو الملك الثوري الدموي(2مل9) فتصرفوا أمامه علي هذا الظن(مت21:8-9)...وهذا الشعور شارك فيه التلاميذ,فبطرس ينكره ويستعمل السيف.
-وفي وقت القيامة...كأن اليأس في قلوبهم مثل تلميذي عمواس(لو24:13).
-وقبيل الصعود كان الظن مازال موجودا كما في السؤال إلي المسيح(أع1:6)...فأجابهم(أع1:7) موضحا لهم أن الزمان ليس مرتبطا بإعادة الملك الأرضي لإسرائيل بل بمجئ المسيح الثاني,وهكذا صحح أفكارهم.
-وبعد العنصرة...استخدمت الكنيسة لقب المسيح دون أي تخوف من أنه يحمل معاني سياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق